ذاكرة الكتابة عند كرين برنتن

ذاكرة الكتابة عند كرين برنتن عندما قررت الكتابة عن هذا الموضوع لم افكر قط فى تقديم لمعرفة او لتاريخ نظام كبير انما رسما لصورة عامة لواقع الحركات لثقافية والفكرية حيث :
وجدت في " ذاكرة الكتابة " لدى العديد من العلوم والمعارف في الفن والفلسفة من تقدم هذه الامم دون غيرها في شتى المجالات ، لكننى لم اجد رابطا بين كل منها دراسة واحدة عن هذا العقل الذى جعلها تختلف عن نظيراتها وتتفرد بالتغلغل لاذهان عامة الشعب وتأثرهم بها . فظللت ابحث الي ان وجدت ان الاراء التى يعتنقها الناس والافكار المتعلقة بالمشكلات الكبرى في مصير الانسان هى المحرك الرئيسي للعقل وتأديته لمهامه . ومؤرخ هذه الاراء وتلك الافكار له وسائل عدة يسترشد بها يمكن لنا مجازا ان نطلقه عليها " طرق رسم مصورات الافكار " هذه الطرق ما هى الا محاولات لرصد الواقع والاشارة اليه ، فمنها ما بنى علي اساس " ان التعليم هو تثبيت للافكار " لكن هذا لا يعنى – مهما جزمت هذه القاعدة – ان الرواية يجب ان تكون ابدا عن ظهر قلب . ومنها ما بنى علي اساس ان " التعليم هو عرض للمشكلات " وهذه هي الاخري لا تعنى ان لا يجوز النقل عن الثقات ابدا فلكل قاعدة استثناءات ولا شىء مسلم به . فهذه هي محاولتى للتقرب من القطب الثانى لهذه الدائرة حيث ان الشعور السائد لدينا في هذا المجتمع الديموقراطى هو اننا استوعبنا في الماضى من الوقائع اكثر مما يجب ولم نفكر فيها كما يجب وهذا اجلي لدينا في تأييدنا لحركة التعليم العام . فنحن نختلف غالبا فيما بيننا فلا نكتفي بالتساؤل " ما هو كائن ؟ " بل يغمرنا الشعور بأن " شيئا اخر ينبغى ان يكون . " وتدريجيا يتحول هذا الامر الي " ما هو كائن . " فعليا وبصورة ناقصة ومعقدة فهذايقودنا الي حتمية ممارسة الفرد للحكم في مثل هذه المشكلات عوضا عن ان يماغرسها خصوم الديموقراطية اصحاب النفوذ بطريقة لا ترضينا واقصد بالممارسة هنا بذل الجهد العقلي والبدنى ليأتى بثمارة . هذا الحديث بدوره يقودنا الي تاريخ الفكر وحدوده حيث قد يندرج تحت هذا العنوان اثار الفلاسفة المعنيين في التجرد وقد يندرج تحته ايضا الخرافات الشائعة عن التشاؤم ذلك لان المؤرخ الفكري الزم ضرورة عدم تجاهل الحقير او العظيم من فكر الانسان همجيا كان او منظما وانه لمن الصعب محاولة استنباط العلاقات المركبه بين ما يكتبه القله وما يقوم به المجتمع فعليا والدقة والاجادة هما السلاحان علي مر الاجيال المتعاقبة لاننا لم يصلنا سجلا منظما مرتبا منذ بداية الخليقة وحتي اليوم الا الكتب السماوية وهى لا تسرد الصغير والكبير ف يالعلاقات الاسرية والادارية وان كان اختراع المطبعة ونشر التعليم العام قد سهل تدوين وتأريخ بعض الفقرات التاريخية وان كان يعيبها ان كثير من المفكرين غير مثقفين بالمعنى الحرفي فهم لا ريب ان نفينا عنهم صفة الذكاء ومن ثم فهناك فروق شاسعة بين المؤرخ الاجتماعى والتاريخي وبين المؤرخ الادبي والعلمي وليس في هذه التفرقة تمييز وانما تصنيفا رمزيا للفكر
ان هذا النبع الفياض ما هو الا اجمالا لتمهيد الفصل الاول من كتاب قصة الفكر الغربي للكاتب كرين برنتن والذى نقله الينا بالعربيه المترجم محمود محمود والصادر من هيئة قصور الثقافة وعلي الناهم للمعرفة المتطلع للاستيفاء قراءة هذا الكتاب الشامل الذى يناقش هذا الموضوع من ذاكرة الكتابة

الصديقة الغالية لو ان كرين برنتن علم انك ستعرضين قصة الفكر بهذا الاسلوب لعجل في سرده وانتظر رؤياكم حتى يقرأه متى تنتهين من العرض
الصديق / resoliman