سليمان قطب الرجال Admin
عدد المساهمات : 143 تاريخ التسجيل : 19/08/2009 العمر : 49 الموقع : resoliman
| موضوع: وقوف متكرر الثلاثاء سبتمبر 15, 2009 1:15 pm | |
| وقوف محمد العزب متكرر لكن الاسلوب متغير رواية "وقوف متكرر" للروائي "محمد صلاح العزب", رواية صغيرة وملغزة ومبهرة العوالم, تداع كارثي لبطل مهمش يرتحل بين جنبات مدينة تكرس لانهياره الطبقي المتتالي, من "شبرا الخيمة" إلى "مدينة السلام" إلى "شبرا مصر" حياة شاب متبطل يبحث عن تمردات صغيرة وفي سياق بحثه عن ذاته. يتدفق السرد بين لحظة استثنائية هي الخروج من المنزل في إطار الاستقلال المكاني النفسي, يستأجر البطل غرفة بعيدة علها تحتضن أشواقه إلى علاقة دافئة بكامل تشوهات الخيال الإيروتيكي لمراهق عابث, مدينة لا نراها إلا في ليل مضاء بمواقف محبطة وألف موعد لم يتحقق, مهمشون يبحثون في جيوب بعضهم البعض عما يصلح للتشبث بالحياة, أصدقاء وخونة ونساء محبطات بقدر هزائم من انتظروا فجرا لا يجيء, لحظة انهيار لكافة الأحلام تبدأ من زيارة ابنة خالة البطل لزوج المستقبل الذي يمارس هواياته في التشعلق بأحبال جنس كاذب, ليتداعى بعدها العالم.. موت الأب، وجنازته، وبيع ِالسيارة، كل رأسماله النفسي والمعنوي، وخيبات الحسرة على لقاء غرامي فشل في لحظة الذروة، وأب ممدد تلمسه أيدي الغرباء، وصديق يختار نجاته الشخصية من عبث التنطع عِلى المقاهي, كل ذلك فيما طفل صغير يدلي لعبته المربوطة بخيط من إحدى البلكونات والتي ما إن تسقط يستمر البطل في انتظار نزول الولد ليستردها، ليغلق السرد بحالة انتظار طائشة علها تعيد بعضا من الأمل لشخص أصبحت قسوة الحياة من تفاصيله اليومية العادية التي تخلو من هزائم كبرى أو انتصارات كبرى ومن فصول الروايةأمام كشري شيخ البلد في شارع عباس العقاد تقف ياسمين تحت الرصيف، في حين تقف راندا على حافة الرصيف بعدها بثلاث سيارات. تعتمد راندا بشكل أكبر على فراسة الزبون وخبرته، فهي لا تبدو مميزة على الإطلاق، بمظهرها الجامعي العادي، والكشكول السلك الذي تريحه على صدرها، مما يجعل كثيرا من الزبائن لا يلتفتون إليها، يحقق هذا لها نوعا من الأمن من أمناء مباحث الآداب الذين يجولون بملابس ملكية بشكل مكثف في هذه المنطقة، كما يتيح لها فرصة اختيار الزبون المقبول شكليا لمواجهة حالة التقزز التي وجدتها في أول مرة مع معلم الجزارة ذي الخمسين عاما في سيارته اللادا القديمة، والذي ركبت معه بعد أن ظل يطاردها بالسيارة، ويقول لها: ((اقعدي معايا نص ساعة وخدي اللي انتي عايزاه)). كان مرتخيا جدا، وصارحها بأنه يصبغ عانته. أما ياسمين فتعتمد على الشكل السبعيني لبنت الليل، مع بعض التعديلات الطفيفة كنوع من مواكبة العصر: الميكب الأوفر، واللبانة، والوقفة المتمايلة، والتلفت المستمر، والملابس الضيقة المكشوفة، وحقيبة اليد الكبيرة التي يفهم بحكم المنظر العام ما تحتويه. هي لا تقلق كثيرا من مسألة أمناء الآداب هذه، فهي تعرف معظم ضباط وأمناء وعساكر أقسام شرطة مدينة نصر أول وثان، ومصر الجديدة، والنزهة بحكم دائرة عملها، وتقدم لهم باستمرار رشاوى جنسية، أو مادية، أو تقوم بدور الوسيط في مصالح كبري بين الضباط وبعض زبائنها المهمين. كنتما في جولة اصطياد، وحينما لمحت ياسمين بشكلها المميز قلت لمنعم: ((تمام أوي.. أقف)). وأشرت لها بيدك فلمحتك، وتظاهرتْ بأنها لم تلاحظ شيئا، وبعد حوالي دقيقتين نظرتْ في الساعة، وتبرمتْ كمن كانت تنتظر شخصا وتأخر عليها، ثم بدأتْ في التحرك نحوكما بهدوء. جاءت وقفتكما مواجهة تماما لراندا، فظنت أنكما وقفتما من أجلها، وفي نفس اللحظة التي فتحت فيها راندا الباب الأيمن، أتت ياسمين من الخارج كنوع من التمويه وفتحت الباب الأيسر، أغلقت ياسمين بابها بسرعة وهي تقول: ((اطلع على طول)). في آخر عباس العقاد عند إنبي نزلت أنت وياسمين، فركبت هي في الكرسي الأمامي إلى جوار منعم، وركبت أنت في الخلف إلى جوار راندا، بعد تبديل الأماكن، تحرك منعم بالسيارة، وقال لياسمين التي بدت أكثر خبرة: ((بتاخدوا كام؟)). نظرت بترفع لراندا وقالت: ((هو إيه اللي بتاخدوا.. إيه دي.. أنا ما اعرفهاش)). تبادلت النظرات مع منعم وضحكتما، قال: ((الفقي لما يسعد)). بهدوء قالت راندا: ((أنا عاوزة تلاتين جنيه)). بدا مطلبا بسيطا ومتواضعا، فهززت لها رأسك، وسألتها: ((انتي اسمك إيه؟)). ((راندا)). ولمحت الصليب الأخضر الصغير في معصم يدها اليمني، لكنك تظاهرت بأنك لم تره حتى لا تفسد الليلة. قال منعم لياسمين: ((وانتي زيها)). فشخرت وهي تسحب سيارة LM من علبة منعم: ((زيها إيه العيلة دي. دا أنا مفتوحة)). حاولت أن تضع يدك على راندا، فالتفتت ياسمين، وقالت لها: ((شيلي إيده يا عبيطة.. الفلوس أول حاجة)). قالت راندا: ((ما أنا عارفة)). فشعرت أنها بريئة، وأنها أتت إلى هنا بطريق الخطأ. أعطيتها الثلاثين جنيها، ولم تسكت ياسمين التي ظلت تشخر وتسب لشغـل العربيات ((اللي ماعدش جايب همه)) إلا بعد أن أعطاها منعم خمسين جنيها. سألها منعم عن اسمها، فقالت: ((ياسمين)). وسألتك راندا: ((معاك كلينكس؟)). أخرجتَ لها كيس مناديل ميني فلورا، فهزت رأسها رافضة، وارتفعتْ قليلا عن الكرسي، وأخرجتْ من جيب بنطلونها الخلفي كيس مناديل فاين، قالت: ((مش بحب الفلورا عشان بيفرول)). كان منعم قد وصل إلى الحي العاشر، وخرج على طريق النادي الأهلي، ركن في شارع جانبي مظلم، أغلق أنوار السيارة وتركها دائرة تحسبا لأي موقف، وأغلق كل واحد منكم الزجاج الذي بجواره والباب بالموسوجر. وفي وسط اندماجكم رن فجأة موبايل بنغمة ((ما ترحش بعيد يا حبيبي)) بولـيفونيك، فأخرجت ياسمين الموبايل من جيبها، وقالت باهتمام: ((ازيك يا قمر.. لأ هو انا اقدر)). حاول منعم أن يتكلم، فوضعت يدها على فمه بقوة، ولم تنزلها، أكملت: ((نص ساعة وتعالى خدني من قدام السندباد، واحتمال أجيب لكم معايا حاجة حلوة، كانت صامتة تسمع، ولا ترفع يدها من على فم منعم، فشعرت بأنها حركة مهينة ومن واحدة كهذه، وقلت في نفسك إنك لو كنت مكانه لصفعتها على وجهها، قالت: ((ماشي يا جميل.. ماشي.. سلام)). وأغلقت. حاول منعم أن يقبلها لكنها دفعته بعنف: ((مش بحب البوس)). فقلتَ لراندا: ((ما تشوفي صاحبتك هتبوظ لنا الليلة)). قالت ياسمين، ودارت برأسها، ولم ترفع عينها عن بنطلونك المفتوح: ((ريحة بقه وحشة قوي.. عاملة زي ريحة الشراب)). فتخلى منعم عن مسألة التقبيل، وأعدت أنت رأس راندا إلى أسفل مرة أخرى. فجأة ضحكت ياسمين ضحكة حقيقة عالية ورقيعة، وجذبت راندا من شعرها: ((إلحقي عامل إزاي.. ده رفيع وأبيض.. عامل زي السوجارة)). دفعت راندا رأسها بين الكرسيين الأماميين لتنظر، ضحكت نصف ضحكة وهزت رأسها لياسمين. نزلت كل منهما مرة أخرى إلى صاحبها وارتفع صوت أذان العشاء من مكبر صوت قوي لجامع قريب، فرفعت ياسمين رأسها بسرعة، وأغلقت ملابسها، قال منعم: ((إيه؟)). قالت: ((استنى لما يخلص)). هذا العرض يفي بايضاح اسلوب صلاح العزب في نسج جمله ولكن قراءة الرواية لهاطعم خاص | |
|
m3_mehessen
عدد المساهمات : 3 تاريخ التسجيل : 22/12/2010
| موضوع: رد: وقوف متكرر الأربعاء ديسمبر 22, 2010 4:52 pm | |
| | |
|